الألواح الإلكترونية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
تنبيه: إتضح لي أنَّ الألواح الإلكترونية "Tablets" لا تصلح للقراءة الطويلة مثل قراءة الكتب. الرجاء الرجوع إلى مقال أحدث بعنوان "قارئ الكتب الإلكترونية" بعد قراءة هذا المقال.
لأهمية اللوح الإلكتروني لطلبة العلم الشرعي وغيره من العلوم كتبت ما يلي:
كثير منا لا يعرف الهدف الحقيقي وراء تصنيع الألواح الإلكترونية ولذا لا يجيد اختيار الجهاز الإلكتروني المناسب. لعل من أسباب سوء الاختيار جهل الكثيرين للغرض الأساسي من اللوح الإلكتروني (Tablet). وقد استخرجت التعريف التالي لكلمة تابليت من موقع قاموس اكسفودر:
”a flat slab of stone, clay, or wood, used especially for an inscription”.
المصدر؛ تعريف تابليت من قاموس أكسفورد.
فكلمة تابليت تعني بالعربية اللوح. واللوح هو قطعة من الحجر أو الصلصال أو الخشب تنقش عليها الكلمات والحروف. ويستخدم اللوح للكتابة والقراءة. واللوح لا يزال يستخدم بالسودان في خلاوى تحفيظ القرآن الكريم. ولعدم استخدام اللوح الخشبي الآن، فإن الكثيرين يجهلون معنى كلمة اللوح. ولعل الكثيرين من الناطقين بالإنجليزية يجهلون هذا المعنى لكلمة تابليت.
الكتب المطبوعة لم تعد ذات أهمية كبيرة إلا إذا لم يوجد النظير الإلكتروني للكتاب. كنت أظن أن الأجهزة أفضل من الكتب المطبوعة في البحث فقط، وأنه لا غنى للإنسان عن المطبوع خاصة وأنه يريد أن يقرأ عندما يستلقي وفي وضعية جلوس مريحة. ولكن بعد رؤيتي لأحد الألواح الإلكترونية علمت أن الأمر لم يعد كذلك. فاللوح الإلكتروني مصنوع خصيصاً للقراءة والمطالعة. من ناحية الشكل وسهولة الحمل يعتبر اللوح الإلكتروني الأفضل للقراءة خاصة في وضع الاستلقاء والجلوس على الأرض. وكثير من الشركات تصنع الألواح، ومن أشهر الألواح الإلكترونية جهاز الآيباد من شركة آبل. فأنصح الإخوة طلاب العلم الشرعي وغيره من العلوم باقتناء أحد الألواح الإلكترونية.
اللوح الإلكتروني أفضل من الكتب المطبوعة في العديد من النواحي؛ منها سهولة البحث، ومنها سهولة التنقل به والسفر به مع حمل مكتبة كاملة معك وتصفحها حتى في الطريق، ومنها حفظ عدد كبير من الكتب دون الحاجة إلى مساحة أو غرفة خاصة للحفظ، ومنها مطالعة العديد من الكتب في زمن قياسي وذلك لعدم الحاجة إلى الحركة وارتقاء السلالم والبحث التقليدي، وهذا أمر مهم جداً في زيادة المعرفة والعلم، فيمكن مثلاً الإطِّلاع على تفسير آية في عدد من كتب التفسير بمجرد لمسات على شاشة اللوح الإلكتروني.
ولعل المطبوع لا يفضل اللوح الإلكتروني إلا في سهولة التعليق على الكتاب نفسه، وأنا لا أحبذ التعليق على ذات الكتاب ولعل الكثيرين لا يحبون مثل هذه العادة التي تفسد الكتاب في نظرهم. هذا مع وجود إمكانية التعليق في كثير من النسخ الإلكترونية للكتب.
وبدل المحمول العادي، فإن اللوح الإلكتروني إذا اشتريت معه لوحة مفاتيح متحركة يعمل مثل الحاسوب المحمول. وكنت أظن أن جهاز الآيباد أفضل لوح إلكتروني، ولكن المجربون يفضِّلون جهاز سامسونج تاب، ولعله الأفضل من الناحية الوظيفية والملاءمة للعديد من البرامج. وبعد استخدامي لجهاز هاتف يعمل بنظام آندرويد، اقتنعت بأن سامسونج يمكن أن يكون أفضل من هذه النواحي لأنه يعمل بنظام التشغيل آندرويد، وهو من انتاج شركة غوغل، وهو عبارة عن نسخة معدلة من نظام التشغيل الفنلندي المعروف لينوكس.
عندما استخدمت اللوح الإلكتروني، لاحظت صعوبة حمله في وضع الاستلقاء والجلوس، ثم لاحظت أن لوح القرآن عندنا بالسودان له مقبض يسهل حمله أثناء الكتابة في وضعية الجلوس و القراءة في وضعية الاستلقاء. ولعل من المناسب أن تضيف شركات الألواح الإلكترونية أو شركات تصنيع الغطاء الإلكتروني مثل هذا المقبض، ويمكن أن يكون المقبض متحرك وغير مثبت على الجهاز للمحافظة على حجم اللوح.

عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
يوم الخميس 9 جمادى الأولى 1434هـ، 21 مارس 2013م
لينكوبنج، السويد
pdf
رجوع إلى قسم ثقافة ومعارف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق